الوحش الوسيم

الوحـش الوسيــم

كان يا مكان بيت جميل
تسكنه فتاة إسمها أماني ذات شعر أشقر،عينين زرقاوتين،وكذلك ذات بشرة بيضاء
،كما أنها كانت تحب الجميع هذا تساعده وذاك تسانده و الآخر تواسيه فقد كانت
كملاك على قرية "بوبا"،وفي يوم من الأيام مرت الفتاة بجانب منزل فسمعت
صوتا غريبا،فأرادت أن تعرف ماذا يقع وما سبب هذا الصوت الغريب.

أحست الفتاة بالفضول و
أصرت على دخول البيت،لذا قررت أن تدخل وأن تكتشف الحقيقة،طرقت أماني الباب
،فسمعت دقاتها تعكس لها فطرقت المرة الثانية فالثالثة فكررت الدقات معكسة
لها ،وبعد حين قررت أن تدخل وتتقدم.فتحت الباب الأولى فوجدت المطبخ به
نعامة تطبخ حساء،انصرفت وذهبت إلى الباب الثاني وفتحته ففوجئت بوجود مخلوق
غريب ذا أرجل دجاجة و رأس تمساح و جلد ضفدع...أغلقت الباب بسرعة و اتجهت
صوب السلم فصعدت،وعندما وصلت وجدت بابا وحيدا كبير بل شامخ ذا زخرفات مخية
رسم عليها رسومات عجيبة،ذعرت أماني بما رأت ،ويـال ما وجدت:وحش كبير ذا جسم
ضخم مخيف .وبعد لحظة التفت الوحش نحوها و وجدها تنظر اليه مبهرة ،قال بصوت
خشن:مالـك يا فتاة،ماذا بك ،مالي أراك هكذا ؟؟ قالت فتاتنا لا شيء يا
سيدي، فقال:ومن تكونين؟؟قالت :إسمي أماني من قرية "بوبا" ،أعتذر عن إزعاجكم
فلقد ظننت أنني سمعت صوتا غريبا من هذا المنزل وجئت محاولة التأكد من
الأمر.غمرت عينا الوحش دموعا فبادرته قائلة ماذا بك يا سيد؟قال:لا شيء ،لا
شيء اخرجي من قصري هيا وفي الحال!!

أحست أماني بالفضول وقالت مراودة نفسها*لا بد من وجود سـر في هذا المنزل،وخرجت مسرعة....

وبد بضعة أيام،عادت
أماني إلى قصر الوحش ،لكن هذه المرة لم تطرق الباب فقد دخلت القصر دون إذن
وفتحت الباب بعنف وبدأت بالبحث هنا وهناك،غرفة تلو الأخرى ، لكن دون جدوى.

وبعد لحظات سمعت قدوم شخص
مكن خلال وطئ قدمه،تخبأت وراء الخزانة واستمرت في الملاحظة ويال المفاجأة
شاب وسيم ذو ثياب أنيقة دخل الغرفة ، بدأ الشاب يسير قدما نحوها ولكن لحظها
الطيب تراجع الفتى و سار باتجاه الشرفة ،وبعد ملاحظة طويلة استمرت
دقائق سمعت قدوم شخص آخر باتجاه الغرفة ،دخل مسرعا و أغلق الباب وبدأ ينظر
في شابنا الوسيم و هو مذعر، قال هذا الأخير:يا نوفي ،والله رأيته أقسم
أنني شاهدته بأم عيني هاتين،قال نوفي: ماذا رأيت يا صاحبي ؟ أجبني ماذا
رأيت؟؟؟قال رأيت حاكم القصر وهو يبكي بكاء ذا صوت غريب، فلقد ظننت في الأول
أنني أتوهم فقط لكنني سمعت صوته مرات عدة وتأكدت من الأمر .قال نوفي:أو لم
تعرف سبب حزنه؟قال:لا لم أعرف قط،لكنه كان يبكي و كأنه نادم على شيء فعله .

وبعد قليل خرج الفتيان وهما حائران من الغرفة.وقفت صاحبتنا أماني وهي شاردة الذهن،هل هناك حقيقة أو حدث لبكاء وحزن هذا الملك؟؟؟؟!!

خرجت من الغرفة متسائلة
واتجهت صوب غرفة الوحش الكبير،محاولة كشف لغزها ،وعند اقترابها من
غرفته أطلت من الباب و تعجبت مما رأته فلقد كان يبكي وهو يحمل صورة في يده
،صورة لم تستطع كشف أشخاص بها،فانتظرت إلى أن خرف من الغرفة ودخلت دون أن
يعلم أحد بدخولها وحاولت البحث عن تلك الصورة الغامضة لكن العجيب وهو وجود
صندوق ذهبي في خزانة هذا الغامض،خزانة رسمت عليها زخرفات باب الغرفة ،حاولت
فتحه،لم تنجح لكن بعد استمرارها في المحاولة فتح الصندوق بقوة فوجدت بها
صورا مكتظة مزدحمة بها فتى و الوحش الكبير،بدأت بمشاهدة الصور الغريبة
وفجأة دخل الوحش تظهر عليه سمات الغضب المرعبة،فقال لأماني ماذا تفعلين في
غرفتي؟ و من سمح لك بالدخول إلى غرفتي؟قالت يا سيدي، لقد غمرني الفضول
حول قصتك المثيرة وأردت كشف لغزها.فقال :أو أثق بك؟قالت:تالله لن
أخدعك فأنا أود مساعدتك فقط،وبعد أن طمأنته قال:ادعى موكو و أنا من هذه
البلدة،لم أحب قط اي إنسان في حياتي ما عدا ذاك الطفل...وبدأت دموع موكو
تنهمر دون توقف،ظلت أماني ساكنة إلى أن توقف عن البكاء وقالت:ومن هذا الطفل
؟قال:إنه طفل لطالما عشقته وأحببته ،كان كابن لي ،كان مطيعا،خلوقا،يحب
الخير لكنني كرهت الخير،كان يكره الشر لكنني أحببت الشر،كان يكره البخل
لكنني لطالما كمنت بخيلا جشا، وبعد سنوات عدة طوال كبر الطفل وأطبح شابا
كان يدعى روتانو،وفي صباح،ونحن على مائدة الإفطار بادرني قائلا:ماذا برأيك
أن نزور اليوم كل مستشفى هادين لهم هدايا تفرح مرضاهم،قلت "لا"بصوت
قاسي،قال لي:بالله عليك يا عم فلنكن طيبين نحب الطيب،نحب الخير،نحب
الناس،فقمت يومها من الطاولة وذهبت محاولا الغاء الفكرة،لكن بعد عودتي لم
أجد أحدا،كنت أحسبه قد ذهب إلى غرفته لكن لا أحد في الغرفة،بحثت عنه طويلا
لكن دون فائدة،وفي صباح قرأت الجريدة ويال صدمة كبرى ،"شاب مجهول لم يتم
التعرف على هويتهمات مقتولا بسبب حادثة سير"فعلمت أنه ذهب ليفعل الخير و
يفرح الناس،وأنا الآن لطالما تذكرت عزيزي روتانو بكيت ندما على عدم الذهاب
معه يومها.لقد كنت خشنا،قاسيا،وأخيرا ها أنا ذا وحيد...بعد ذلك بدأ موكو
يبكي ،ويصرخ بالصوت نفسه،الصوت الغريب،بدأت صاحبتنا تطمئنه و تهدئه،وقالت
:لا عليك يا سيد،الآن حان دورك.قال:هل تمازحنني عن أي دور تتكلمين؟!قالت:عن
دورك في الحياة،الآن حان وقت العمل،هيا قم وابدا في اصلاح كلما
ارتكبته،قال:لكن لا يمكن إصلاح كل هذا من خبث وكراهية و قلب خشن،فكيف،فكيف
يا أماني أصلح خطئي قالت:افعل الخير،و اعمل على إسعاد الناس.

عمل موكو بنصائح أماني من اسعاد الناس و فعل الخير.

وبعد سنوات عاد موكو
إلى صورته الأولى كإنسان عادي لكنه كان شابا نبيلا فائق الجمال،وفي السنة
نفسها تزوج بأميرة،وأصبح خدمه إنسانا ذي بذلات تزهر الحياة.أما عن ذاكا
الشابين فقد كشف أمرهما ، فهما اللذان قتلا روتانو في تلك الحادثة،وكانا
يتنكران من أنهما رجلان صالحان في خدمة موكو و عوقبوا عقابا صارما على
جريمتهم.بالنسبة لصاحبتنا أماني فقد كانت هي الشمعة التي أنارت درب هذا
الرجل و اطفأت حزنه الغامر،لذا أنعمها الله بالسعادة الدائمة.وعــــــــاش
الجميع سعداء.

جزاك الله كل خير اخي الكريم

مشكور

موضوع في قمة الروعه يسلمو ع الطرح الجميل

شكرا لك اخي العزيز
بارك الله فيك وزاد من
حسناتك